*ألف فايدة وفايدة لوقود السحابة السوداء استخدام قش الارز في انتاج السماد والأعلاف والسكر ومواد البناء *
محافظ كفر الشيخ يدعو رجال الأعمال للاستثمار في مجالات إستخدام القش
حصاد الارز بالكومباين بكفر الشيخ قش الارز الذي يتم حرقة كل عام في الحقول بمحافظات الدلتا وتنتج عنة أضرارا بالغة تلوث البيئة وتصيب بالامراض الفتاكة .. اجمع الخبراء علي أن القش يمكن أن كونه نعمة كبيرة بدلا من طونة نقمة حيث يستخدم لصناعة الورق والحبال والدواء وانتاج الاخشاب كما يمكن أن يستخدم كعلف غير تقليدي للحيوان يساهم في حل مشكلة الاعلاف التي تؤدي لارتفاع اسعار اللحوم
ولان محافظة كفر الشيخ تزرع ما يقرب من 277 ألف فدان بما يواي ثلث إنتاج الجمهورية وجة المحافظ اللواء أحمد زكي عابدين الدعوة للمستثمرين الجادين للإقدام علي الاستثمار في مجالات استخدامات القش المتعددة التي تعد مجزية لهم
القش والصناعة
يوضح الدكتور محمد شحاتة استاذ المحاصيل بكلية زراعة كفر الشيخ ان استخدامات قش الأرز في مجال الصناعة متعددة حيث يستخدم في: * صناعة الورق وصناعة الحبال ومخففات الصدمة وصناعة الدواء * وإنتاج الأخشاب ( الخشب المضغوط والخشب الحبيبي ) * وانتاج مواد البناء من عوازل الحوائط، والحوائط، وطوب البناء وفورمات الأسقف ( حيث تستخدم تكنولوجيا الضغط 70 ٪ قش، 30٪ فيبر جلاس، وقد أشاد معهد البناء بمقاومته للقوارض والنمل ) * و إنتاج الطاقة الكهربائية * و إنتاج أملاح السيليكون التي تستخدم في 21 صناعة * وغيرها من الصناعات الصغيرة .. ويضيف كما يستخدم في الصناعات الغذائية .. حيث يستخدم في تنمية وإنتاج عيش الغراب، وهي فطريات نافعة لكونها مصدرا لبروتين سهل الهضم لذيذ الطعم يقبل عليه الإنسان بشهية وتقدمه فنادق الخمسة نجوم، وهو ما يناسب الظروف الصحية للمواطن المصري الذي يعاني من مشاكل في الكلي والكبد .. ويستطرد : وهناك بحوث في كلية الزراعة لاستخراج السكر من القش ..
المكمورة
ويضيف الدكتور محيي الدين صفان أستاذ الأراضي بكلية زراعة كفر الشيخ: أن هناك استخداماً هاماً لقش الأرز بتحويله إلي سماد عضوي مفيد للتربة والنبات وذلك عبر ما يسمي بالمكمورة أو الكومة كما يسميها البعض .. وهناك وسيلة أخري لتحويل هذه المخلفات الزراعية إلي أسمدة عضوية .. بالتخمير اللاهوائي .. وفكرته مشابهة للمكمورة .. مع اختلاف بسيط في كون التفاعلات الداخلية تتم في ظروف لاهوائية أو في معزل عن الهواء بفعل البكتريا اللاهوائية .. حيث توضع المحتويات أو المكونات من المخلفات في أحواض أسمنتية محكمة .. و يتحول القش خلال شهر إلي مواد عضوية متحللة بسيطة سهلة في صورة سماد سائل ( سماد البيوجاز ) وسماد صلب .. كما تتصاعد بعض الغازات الأولية كالميثان والايثلين يمكن الاستفادة منها كوقود ولعل هذا يكون دعوة .. بتبني فكرة استثمارية رائعة لقيام صناعة كبري للأسمدة العضوية .. حيث يتجه العالم الآن إلي العودة إلي الأسمدة العضوية، والتخلي عن الأسمدة المعدنية لما لها من آثار سلبية كبيرة .
علف غير تقليدي
وهناك استخدام آخر للقش لا يقل أهمية عن الاستخدامات الأخري وهو استخدامه كعلف غير تقليدي .. بإضافة مصادر للمواد النيتروجية أو الآزوتية ( البروتين الخام ) بنسبة في حدوده 3 ٪ مثل غاز الأمونيا أو محلول اليوريا ( تحتوي ضمن مكوناتها علي النيتروجين وهو العنصر الأساسي في بناء وتكوين البروتين ) إلي القش وغيرة من المخلفات الزراعية كالتبن وحطب الذرة .. ثم تغطيته بغطاء من البلاستيك ( منعا لتطاير الأمونيا أو اليوريا ) لترتفع قيمته الغذائية نتيجة ارتفاع نسبة البروتين به لتصل إلي 7 ٪ .. ويوضح الدكتور فكري القربي رئيس بحوث متفرغ بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني : أن هذه الإضافات تؤدي أيضا إلي رفع القيمة الهضمية للمخلفات أي جعلها أكثر قابلية للهضم، وبالتالي رفع قيمته الغذائية .. لتقارب في قيمتها درجة البرسيم متوسط الجودة وفي هذا الصدد .. بين الدكتور محمود البنداري رئيس بحوث تغذية الحيوان المتفرغ : أنة أمكن تحويل قش الأرز من الأصناف الجديدة لسيلاج ( وهي الأصناف التي تتميز بنضج حبوبها، وسيقانها مازالت خضراء ومحتواها من الرطوبة مناسب لتحويلها إلي سيلاج ) وذلك بالطريقة التقليدية الشائعة ( شأن بقية المخلفات الزراعية الخضراء ) بوضعه بين جدارين أو في حفرة في الأرض .. ثم رشة بمحاليل سكرية ( مولاس ) .. ثم تغطيته بغطاء بلاستيك ( مشمع ) وبطبقة من التراب .. لتوفير ظروف لاهوائية حتي تتم عملية التخمر اللاهوائي عبر البكتريا اللاهوائية للسكريات الموجودة بالمخلفات الزراعية أو المضافة لها ( كالمولاس ) .. والتي ينتج عنها أحماض عضوية أهما حامض اللاكتيك، تحفظ هذه المخلفات الزراعية الخضراء لحين استخدامها في التغذية في الوقت الحرج عند ندرة الأعلاف الخضراء ويضيف الدكتور البنداري .. أنة يتم الآن تحويل قش الأرز للأصناف الجيدة لسيلاج بطريقة جديدة تم تجربتها بنجاح .. باستخدام مكبس متعدد الأغراض .. يقوم بتجميع قش الأرز فور حصاده،وفرمه، وكبسه، ورشه بالمحاليل السكرية.. ويبين المهندس هاني عصر رئيس قسم الإرشاد الزراعي : أنه يمكن الاستفادة أيضا بهذا القش .. بخلطة مع البرسيم ( وهو ما يقوم به بعض الفلاحين ) .. حيث يعد هذا القش بمثابة عليقه مالئة وهي تعد ضرورية ولازمة لملء كرش الحيوان وهي ذات حجم كبير .. كما أن هذه الخلط من شأنه زيادة الاستفادة من هذا البرسيم خاصة برسيم الحشة الأولي والذي ترتفع فيه كمية الرطوبة .. حيث يؤدي هذا الخلط إلي تقليل نسبة الرطوبة، مما يمنع الانتفاخ لدي الحيوان
اضرار بالغة
ومن كفر الشيخ ننطلق إلي الأعم والاشمل والأخطر .. نتناول أضرار هذه الظاهرة التي تعد أكثر خطورة في المحافظات الأخري.. التقينا بالدكتور جمال عمار الخولي رئيس قسم الصدر بكلية طب طنطا .. ليوضح لنا الأضرار الصحية الناجمة عن حرق قش الأرز .. حيث بين : أنه نتيجة تصاعد الأدخنة التي تحتوي علي غاز ثاني أكسيد الكربون والذي يؤدي إلي انقباض في الشعب الهوائية وبالتالي قلة الأكسجين وحدوث ضيق في التنفس وأزمة ربوية، خاصة بالنسبة لمرضي الحساسية والربو .. كما أنه يؤدي إلي فشل في الجهاز التنفسي بالنسبة للمرضي الذين يعانون من الانسداد المزمن بالشعب الهوائية ( السدة الرئوية ) ومن الربو الشديد .. بالإضافة إلي أنه يضعف جهاز المناعة ويهيئه لالتقاط أي عدوي مرضية مهما كانت بسيطة.. أما بخصوص عوادم السيارات والذي يحتوي علي الرصاص فإن استنشاقه يؤدي إلي تقليل نسبة الأكسجين في الدم .. مما يؤدي إلي حدوث ضيق في التنفس .. وبالنسبة للسيدات الحوامل فإنه يؤدي إلي الأضرار بالجنين وخاصة خلايا المخ فيصاب بالتخلف العقلي .
الخلاصة
ونخلص من كل هذا .. أنه لزاما علي مديريات الزراعة و إدارتها .. أن تكثف من جهودها لارشاد الفلاحين للاستخدامات العديدة والمفيدة وخاصة غير التقليدية لقش الأرز .. حتي لا يكون هناك مبررا لإقدامهم علي الحرق.
